ضرورة وعي المواطنين بالشرق الأوسط عن طرق علاج إدمان الحشيش من الأمور الهامة جدًا، وتحديدًا في عدد كبير من الدول العربية التي تعاني من انتشار عدد متعاطي ومدمني الحشيش من فئات عمرية مختلفة، وللأسف شائعات تجار السموم المخدرة تزيد من أعداد المدمنين، حيث يروج البعض لفكرة أن الحشيش نبات طبيعي لا يسبب الإدمان، ولكنه أمر خاطئ تمامًا حيث يصل متعاطي الحشيش إلى أسوأ مراحل الإدمان، والتي تؤثر على الصحة النفسية والبدنية وسلوكيات الفرد وعلاقاته الاجتماعية أيضًا.

تجربتي مع ترك الحشيش

أنا رجل متزوج من 7 سنوات وفي سن الـ35 عامًا نشأت في إحدى الأسر العربية المفككة، وهذا السبب الرئيسي الذي دفعني لتجربتي مع تعاطي الحشيش التي تتمحور حول التالي:

  • انفصال والدي عن والدتي في سن الـ5 سنوات جعلني أشعر بالذنب وتأنيب الضمير، وأنني أنا السبب في حدوث هذا الانفصال.
  • كما أنني ذهبت للعيش مع جدتي بعد زواج أمي من شخص آخر، وبالطبع كان لهذا الأمر واقع مؤلم للغاية.
  • كذلك شخصيتي وتكوينها تأثرًا كثيرًا مما جعلني أشعر بعدم الاستقرار في حياتي، وأنني شخص غير مرغوب فيه لذا عانيت من الانطواء والعزلة المجتمعية.
  • وبعد وصولي لسن الـ27 عامًا تعرفت على صديقتي في العمل ونشأت بينا قصة حب، والتي انتهت بالزواج وإنجاب طفلين وأنشأنا أسرة سعيدة.
  • لكن بعد عامين من الزواج ظهرت الكثير من المشاكل بينا مما دفعنا إلى الانفصال.
  • هنا كانت الصدمة التي أصابتني بالحزن والاكتئاب الشديدن لذا قررت تعاطي الحشيش للهروب من هذا الوقع المؤلم، وبدأت رحلتي مع المعاناة في طريق الإدمان.

ازاي ابطل الحشيش بدون طبيب ؟

ازاي ابطل حشيش دون طبيب من التساؤلات التي طرحت في ظل بحثي عن طريقة لعلاج الإدمان، وكنت أعتقد أنه من الأفضل الإقلاع عن الحشيش في المنزل، ولكن هذا الاعتقاد خاطئ تمامًا، ولابد من التوجه إلى أقرب مصحة لعلاج الإدمان، والخضوع إلى برنامج علاجي جيد تحت إشراف طبيب على النحو التالي:

  • الكشف الطبي وإجراء الفحوصات والتحاليل الطبية لتحديد نسبة سموم المخدر في الجسم.
  • سحب السموم من الجسم بدون ألم بواسطة أدوية علاج ادمان الحشيش.
  • العلاج النفسي والسلوكي للتخلص من السلوكيات السلبية واستبدالها بأخرى إيجابية.
  • المتابعة بعد التعافي لضمان عدم التعرض إلى الانتكاسة.

تعرف معنا على/ أدوية علاج الإدمان 

حبوب تساعد على ترك الحشيش

توصل الأطباء إلى مجموعة من الأدوية التي يمكنها أن تساعد مدمن الحشيش على التعافي من الإدمان، ولكن ضمن خطة علاجية متكاملة تحت إشراف أحد متخصصي علاج الإدمان، ومن ضمنها الآتي:

1. النالتريكسون (Naltrexone)

هذا العقار يعمل على تثبيط مستقبلات الدماغ التي تتعامل مع المواد المخدرة، وبالتالي تساعد على تقليل رغبة المدمن في تناول الحشيش، ولكن يسبب بعض الآثار الجانبية المحتملة مثل:

  • الأرق.
  • نوبات عصبية.
  • القلق والتوتر.
  • آلام في العضلات والمفاصل.
  • اضطراب الهضم.
  • الغثيان.

2_ سيروكويل (Seroquel)

يستخدم هذا العقار من أجل التقليل من أعراض الذهان والفصام الناتج عن تعاطي الحشيش لفترات طويلة من الزمن، ولكن استعمال هذا العقار يخضع إلى الإشراف الطبي لتحديد الجرعات المناسبة، حيث يسبب بعض الآثار الجانبية مثل:

  • ارتفاع ضغط الدم.
  • طفح جلدي.
  • آلام في الظهر والمفاصل.
  • جفاف الفم.
  • زيادة الشهية.
  • اضطرابات النوم.
  • الغثيان.
  • الصداع.

3_ تريبتيزول (Tryptizol)

هذا الدواء أحد الأدوية الشهيرة التي تعمل على تخفيف الاكتئاب الناتج عن أعراض انسحاب الحشيش من الجسم، أو أثناء المرحلة العلاجية النفسية تحت إشراف طبيب، ومن المحتمل أن يسبب بعض الآثار الجانبية مثل:

  • الإسهال.
  • فقدان الشهية.
  • جفاف الفم.
  • تشوش الرؤية.
  • التعب.

لمعرفة المزيد حول الأدوية والعقاقير الطبية السابقة قم باستشارة الطبيب المختص قبل استخدامها، للتأكد من أنها آمنة وتعمل بشكل فعال مع حالتك الصحية، وهذا ما يوفر لك الكادر الطبي بمركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي.

أعراض تعاطي المخدرات جسدية ونفسية

علاج إدمان الحشيش

الخضوع مبكرًا لأحد برامج علاج الإدمان من الأمور التي تساهم في تحقيق نتيجة أفضل، والحد من مضاعفة أضرار تعاطي الحشيش على الصحة الجسدية والنفسية، وبالطبع يحتاج المدمن إلى مصحة أو مركز متخصص مثل اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي، ومن أهم خطوات العلاج التي يتم اتباعها ما يلي:

1_ إزالة السموم

برنامج إزالة السموم من الجسم أو ما يعرف بالديتوكس هو الأول في رحلة علاج إدمان الحشيش، وبسبب أعراض الانسحاب المؤلم يتم إجراء هذه المرحلة في مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي لإمكانية مراقبة المريض عن قرب، وهناك نصائح يمكن اتباعها لتخفيف أعراض انسحاب الحشيش مثل:

  • الإكثار من تناول الماء والسوائل.
  • الامتناع عن الكافيين لتجنب القلق والتوتر واضطرابات وصعوبة النوم.
  • ممارسة الرياضة بانتظام للعمل على تحسين الحالة المزاجية.
  • اتباع نظام غذائي صحي.
  • أخذ حمام دافئ للمساهمة في تسكين الأوجاع الجسدية والشعور بالهدوء والاسترخاء.

2_ العلاج النفسي

العلاج النفسي أهم خطوة علاجية بعد سحب السموم من الجسم لأنه الضمان لعدم العودة مرة أخرى، وتغيير الشخص وتأهيله نحو الأفضل ليصبح قادر على مواجهة الحياة الخارجية، ومن أمثلة برامج العلاج النفسي المتبعة التالي:

1_ العلاج السلوكي المعرفي

نوع من العلاج بالكلام يحقق أفضل النتائج بين مرضى إدمان الحشيش، ويهدف إلى:

  • التغلب على الأفكار والمشاعر السلبية التي تدفع الشخص إلى تعاطي الحشيش.
  • كما يعمل العلاج السلوكي المعرفي على الحد من أعراض انسحاب الحشيش مثل القلق والأرق.
  • مساعدة المدمن على التعامل مع الشهوة الملحة تجاه التعاطي.
  • العمل على اتباع آليات نفسية لمواجهة أعراض الانتكاسة.

2_ العلاج التحفيزي المعزز

يعد من أنواع علاج إدمان الحشيش التي تساهم في إحداث تغيير سريع للتغلب على الإدمان، ويعمل على:

  • تعزيز الدافع الداخلي لدى المدمن للتخلص من السلوكيات السلبية التي تعزز من رغبته تجاه تعاطي الحشيش.
  • يحرص المعالج النفسي على اتباع تقنيات تحفز من التغيير النابع من داخل المريض.
  • عادة ما يستغرق برنامج العلاج التحفيزي المعزز مدة زمنية أقل.

3_ الانضمام إلى مجموعات الدعم

الانضمام إلى مجموعات الدعم النفسي واحدة من أهم وسائل علاج إدمان الحشيش، والتي تساعد المدمن على سهولة التواصل مع أشخاص آخرين يعانون من نفس المشكلة، ومشاركة التجارب المختلفة والخبرات حول كيفية التعامل مع الإدمان.

ما هي مدة الإقلاع عن الحشيش؟

مدة الإقلاع عن الحشيش تختلف من مدمن إلى آخر بناء على مدى استجابة الجسم، ونسبة السموم بالجسم وعدد من العوامل الحيوية مثل العمر والحالة الصحية وغيرها، ولكن في المتوسط مدة التعافي تكون على الشكل الآتي:

  • مرحلة الديتوكس وسحب السموم من الجسم تتراوح مدتها ما بين 10 إلى 15 يومًا.
  • كما أن مرحلة العلاج النفسي والسلوكي تستغرق مدة تتراوح ما بين 3 إلى 9 أشهر.

كيفية التعامل مع مدمن الحشيش

طرق التعامل مع مدمن الحشيش تحتاج من العائلة اتباع بعض الاستراتيجيات، والتي تمثل في التالي:

  • جمع كافة المعلومات عن مخدر الحشيش والتعرف على الإدمان.
  • التوقف تمامًا عن إلقاء اللوم والعتاب على المدمن.
  • تحدث مع المدمن بطريقة لينة لاكتساب ثقته.
  • أثناء مواجهة مدمن الحشيش اختر الوقت المناسب مع إحضار دليل الإدمان، حتى لا ترك له مجال للإنكار.
  • كن دائمًا إلى جانبه ولا تركه في هذا الطريق بمفرده لأنها بحاجة إلى المساندة والدعم.
  • أخبره عن حياته السابقة ونجاحاته التي حققها بعيدًا عن طريق الإدمان.
  • أذكر له حجم الخسائر التي تعرض لها بسبب تعاطي هذا المخدر.
  • توقع منه الكذب لذا لا تثور غضبًا لأن الإدمان يسيطر عليه.
  • يمكنك التواصل مع مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي لطلب المساعدة.

طرق الوقاية من تعاطي الحشيش

هناك العديد من النصائح التي يمكنها أن تساعد الإنسان في تجنب طريق الإدمان على الحشيش، والابتعاد قدر المستطاع عن طريق الإدمان، ومن ضمنها التالي:

  • الحرص على ممارسة الرياضة بانتظام لأنها وسيلة ملائمة جدًا للترويح عن النفس.
  • كذلك الحرص على اتباع طريق الغذاء الصحي والغني بالمعادن والفيتامينات.
  • الاهتمام بتنمية الهوايات والأنشطة المفضلة للابتعاد تمامًا عن أوقات الفراغ التي تجذب الإنسان لطريق الإدمان.
  • المساعدة النفسية بالتحدث مع أحد المتخصصين لتعلم تقنيات التعامل مع التوتر والقلق، ومواجهة الضغوطات النفسية والمشاكل اليومية.
  • الابتعاد عن العزلة والوحدة والمشاركة في المناسبات والتجمعات العائلية.
  • الحرص على قضاء وقت مع الأصدقاء لممارسة الأنشطة المفضلة.
  • الإطلاع على أضرار الحشيش على الصحة البدنية والنفسية والاجتماعية وسلوكيات الفرد.

الخاتمة:

علاج إدمان الحشيش ضرورة لا غني عنها في ظل انتشار حالات الإدمان بين الفئات العمرية المختلفة من الرجال والنساء، وهذا ما يتطلب مكوث المريض بداخل أحد مصحات العلاج المتخصصة لمراقبته على مدار الساعة، والخضوع لبرنامج علاجي متكامل يحقق التعافي والشفاء التام.

مصدر