برنامج العلاج في 28 يوم
برنامج العلاج في 28 يوم هو أحد البرامج العلاجية قصيرة الأمد نسبيًا لمتضرري تعاطي المخدرات، وغالبًا ما يكون عدد أيام هذا العلاج غير محددة بشكل واضح، حيث تصل في بعض الأحيان إلى 30 يوم، وبشكل عام يمكن القول أنه يستمر لمدة تتراوح ما بين 3 إلى 6 أسابيع داخل المركز العلاجي.
وبرنامج العلاج لمدة 28 يومًا لمدمني المخدرات أو الكحوليات تعتمد على مكونات مختلفة، ولكنها في بشكل عام تقدم مزيج ما بين الرعاية الطبية والعلاج السلوكي المتخصص لإعادة التأهيل، إلى جانب بروتوكول دوائي مصرح به من وزارة الصحة، والذي يعرف بمساعدة الأدوية (MAT) لمجموعة من اضطرابات تعاطي المخدرات أو الكحوليات، ويتم تحديد البروتوكول بناء على احتياجات وأولويات كل مريض.
كما أنه يتضمن تقنيات العلاج الأخرى التي تطبق على حالات اضطراب تعاطي المخدرات والكحوليات، والتي يمكن دمجها في برامج مدتها حوالي 30 يوم للمشاركة في اجتماعات مكونة من الـ 12 خطوة كجزء من استراتيجية رعاية منظمة، وشاملة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات.
كما أن هذا العلاج يعرف بالعلاج السكني قصير الأمد لإقامة المريض داخل منشأة علاجية لا يغادرها طوال فترة العلاج، حيث تمارس كل نشاطات الحياة اليومية داخل بيئة علاجية صحية، ويكون هناك جدول لساعات الزيارة الخاصة بالأهل والأصدقاء.
ماذا يحدث خلال برنامج العلاج لمدة 28 يومًا؟
تقدم مراكز علاج الإدمان وإعادة التأهيل برنامج علاج لمدة 28 يومًا المكون من مراحل وخدمات متنوعة، والتي تكون مزي من خيارات العلاج المختلفة، وقد يبدأ العلاج بالتخلص من سموم المخدرات أو التخلص من سموم الكحول تحت إشراف طبي على مدار الـ24 ساعة، وأثناء هذه العملية يتم تناول الأدوية التي تساعد على تخفيف ألم الجسم بسبب أعراض الانسحاب، وتنظيم عملياتك الحيوية أثناء ظهور الأعراض الانسحابية.
والمدة العلاجية 28 يومًا غالبًا ما تكفي فترة التعافي من الأعراض الانسحابية من الجسم خاصة مع الأنواع الخطيرة من الإدمان، أو في حالات الإدمان لفترات طويلة، لذا يحتاج المريض إلى فترة أطول للتخلص من الآثار الجسدية والنفسية وإعادة التأهيل الاجتماعي للمريض، لذلك لا يعتمد الأطباء بشكل كبير على برامج العلاج لمدة 28 يوم.
كيف نحدد حاجة المريض إلى برنامج الـ28 يوم؟
اختيار الذهاب إلى برنامج إعادة التأهيل لمدة 28 يومًا من القرارات الشخصية التي يتخذها مجموعة من المرضى، ولكنها ليست بالخيار المفضل للطبيب لأنه برنامج علاجي غير مجدي مع جميع الحالات.
الحاجة إلى بدء برنامج علاج لمدة 28 يومًا تبدأ من ملاحظة بعض العلامات التحذيرية، والتي تعد كمعيار لتشخيص اضطراب تعاطي المخدرات، وتشمل التالي:
- الاستمرار في تعاطي المخدرات أو الكحوليات أو المواد التي تلحق ضرر بالغ بالصحة العقلية والنفسية والجسدية والنفسية دون القدرة على التوقف.
- الاستخدام القهري للمادة المخدرة حتى أثناء القيادة أو تشغيل الآلات.
- ترك الهوايات والأنشطة اليومية التي كانت تمثل لك الكثير في السابق قبل تعاطي المخدرات أو الكحوليات.
- استمرار التعاطي مما يؤدي إلى تفاقم المشكلات المادية وتدهور العلاقات الاجتماعية مع الأهل أو الأصدقاء.
- مواجهة المشكلات القانونية مثل ارتكاب الجرائم كالسرقة أو الاغتصاب أو التحرش أو القتل فقط من أجل الحصول على المادة المخدرة.
- صعوبة السيطرة على الجرعة المستخدمة خلال اليوم.
- قضاء معظم الوقت بحثًا عن المادة المخدرة لتحقيق المتعة.
- زيادة الجرعات المستخدمة تدريجيًا لتحقيق شعور النشوة الأولى أو حالة السكر التي تتقلص مع تسامح الجسم مع المخدر.
- التورط في مشاكل الإتجار بالمخدرات أو الكحوليات.
- تغيير دائرة الأصدقاء حيث يتعرف المدمن على أشخاص يشاركونه رغبة تعاطي المخدرات أو شرب الكحوليات.
- التخلي عن إدارة مسؤولياتك في العمل أو المدرسة أو المنزل بسبب تعاطي المخدرات.
- ظهور أعراض انسحاب مؤلمة عند محاولة تقليل الجرعات أو التوقف عن تعاطي المخدرات أو شرب الخمر، وبالتالي العودة مرة أخرى إلى الاستخدام.
تذكر جيدًا أن الاخصائي النفسي المرخص فقط المسؤول عن تشخيص اضطراب تعاطي المخدرات أو الكحوليات، فإذا كنت تعاني من هذه المشكلة وعاجز عن تحديد الحل المناسب، فيمكنك التواصل معنا في مركز اختيار لعلاج الإدمان لمساعدتك على تحديد المسار الصحيح لك وإرشادك في اتخاذ خطواتك الصحية التالية.
نسبة نجاح إعادة التأهيل لمدة 28 يومًا
التأهيل والعلاج لمدة 28 يومًا لا يشكل تقدم كبيرًا في حالة المريض، خاصة أنه يعتمد على برنامج علاجي لمدة زمنية محددة، ونجاح هذا البرنامج يعتمد على العوامل التالي:
- مستوى الاستعداد الذي يتمتع به كل شخص.
- نوعية العلاقات الداعمة للشخص.
- نمط حياته الاجتماعية إذا كانت تتطابق مع نصائح وتعليمات الرعاية اللاحقة ومتطلباتها.
- الصحة البدنية والعقلية بشكل عام.
هل يكفي العلاج خلال 28 يوم فقط؟
لا، حيث أوضحنا سابقًا أن العلاج لمدة 28 يومًا لا يمكنه أن يحقق سوى التخلص من الاعتمادية على المخدر أو الخمر، لأنها مدة تفي بانتهاء الأعراض الانسحابية، ولكن مشكلة المدمن ليست في الاعتمادية الجسدية بل في التعود الذهني على الخمر و المادة المخدرة وتأثيراتها على الجسم، فيكون من الصعب الحفاظ على مرحلة التعافي والعلاج.
لذلك من الضروري التعامل مع حالة التعود الذهني الناتجة عن الإدمان، لذا فريقنا العلاجي يستمر في استخدام مجموعة من التقنيات العلاجية السلوكية، بالإضافة إلى تقديم الرعاية الصحية الطبية والعقلية الدائمة وفقًا لاحتياجات المريض، ومن هذه العلاجات السلوكية ما يلي:
العلاج السلوكي المعرفي (CBT)
برنامج علاجي أكثر شيوعًا في خطط وبرامج علاج مرضى الإدمان، حيث يساعد على تحديد وتغيير الأفكار والسلوكيات الإدمانية، ومن هنا يستطيع الطبيب التركيز على مهارات التأقلم والتكيف الفعالة، بالإضافة إلى استهداف الرغبة الشديدة لإدارتها ضمن تطوير استراتيجيات، ومهارات إدارة المواقف التي تضع المدمن في مواقف خطر الانتكاسة.
العلاج المعزز التحفيزي (MET)
يعمل العلاج المعزز التحفيزي على رفع مستويات التحفيز لدى المريض تجاه التعافي والحفاظ على مكاسب العلاج، ذلك من خلال معالجة أي تناقض قد تشعر به تجاه الامتناع عن تعاطي المخدرات أو عند الخضوع للعلاج وبدء تغيير سلوكياتك.
كما يتم توفير مجموعة متنوعة من جلسات الاستشارة الجماعية والفردية، والتي تسير على النحو التالي:
- الاستشارة الجماعية: التي قد تشمل برنامج العلاج المعرفي السلوكي إلى جانب مجموعة من الزملاء، والمتعافين السابقين للاستفادة من تجاربهم وخبراتهم في إدارة مواقف الخطر، والشعور بالألفة وعدم الوحدة في دائرة التعافي.
- جلسات فردية: التي يتم عقدها بين المريض والمعالج النفس المسؤول عن حالتك، من خلالها يسمح لك بمناقشة قضية تعاطيك للمخدرات والأسباب النفسية أو الاجتماعية وراء ذلك، وما هي طبيعة المشكلات التي تواجهك سواء المشكلات القانونية أو الاجتماعية أو المهنية أو الدراسية أو الجنسية أو المادية.
العلاج الأسري
يتم العلاج الأسري في إطار جماعي للمريض مع أفراد العائلة للمشاركة في رحلة التعافي، وتقديم الدعم والمساندة الفعالة لتحقيق التعافي، بالإضافة إلى برامج الإرشاد الأسري لتحسين العلاقات الأسرية وتعلم مهارات التواصل، ويمارس الجميع كيفية ممارسة السلوكيات الصحية التي تدعم عملية التعافي.
تذكر جيدًا أن العلاجات السلوكية السابقة تسير إلى جانب العلاج الدوائي المتخصص، واستخدام الأدوية من أجل تقليل الرغبة الشديدة والحد من خطر الانتكاس، وإدارة احتياجات الرعاية الصحية والعقلية عند الضرورة.
اكتب ردا