الدراسات الأخيرة حول علاقة المخدرات بالاضطرابات النفسية أثبت وجود علاقة ما بين تعاطي الحشيش، أو الماريجوانا بين الشباب والمراهقين وتطور الأمراض الذهانية مثل الفصام، لذا أصبح التحذير من خطورة الحشيش والاضطرابات الذهانية أمر مهم، ولابد من تسليط الضوء عليه لمعرفة مرضى الإدمان مدى أهمية التعافي والشفاء من تعاطي الحشيش قبل إحداث ضرر بالغ بالصحة العقلية.
الحشيش والاضطرابات الذهانية
العلاقة ما بين الحشيش والاضطرابات الذهانية تم إثباتها من خلال عدد كبير من الدراسات الطبية، والتجارب السريرية التي أجريت على أعداد كبيرة من مدمني الحشيش ومرضى الفصام كالتالي:
- هناك دراستين منفصلتين أسفرت نتائجهما عن زيادة خطر الإصابة بالاضطرابات الذهانية في حالة تعاطي الحشيش بمرحلة المراهقة.
- كما قام بعض الباحثين بالنظر إلى معطيات أكثر من 50000 شاب تعاطوا، أو استخدموا مخدر الحشيش ما بين سن الـ18 إلى 20 عامًا.
- ونتائج الفحص أثبتت أنهم أكثر عرضة لتطور أعراض أحد الاضطرابات الذهانية مثل الفصام خلال الـ27 عامًا القادمة من حياتهم.
- ووجد الباحثون أنه لا علاقة لتطور هذه الاضطرابات بالصفات الشخصية للمريض، بل تعاطي الحشيش على فترات طويلة قبل الإصابة بالاضطراب الذهاني.
- بالإضافة إلى ذلك أثبت الباحثون وجود علاقة ما بين استهلاك كميات كبيرة من الحشيش والحالات الذهانية، وتحديدًا التي يتعرض لها الشباب والمراهقين.
- كذلك تتطور أعراض الاضطرابات الذهانية عند تعاطي مخدر الحشيش في حال أن الشخص يعاني مسبقًا من مشاكل نفسية.
- وأرجع الأطباء هذا السبب إلى تأثير مستقبلات نبات القنب الهندي المستخدم في صناعة الحشيش على الجهاز العصبي المركزي بشكل أساسي، وعلاوة على ذلك، التأثير على الخلايا الدماغية والمراكز المسؤولة عن الحركات والذاكرة والمفاهيم والذاكرة وغيرها.
الحشيش والفصام
علاقة الحشيش والاضطرابات الذهانية تكون محددة بشكل أكبر بحالات الإصابة بالفصام، الذي يعد من أخطر الاضطرابات النفسية الذهانية المنتشرة بين متعاطي الحشيش، ويكون الوضع كالآتي:
- أضرار الحشيش على العقل والجهاز العصبي المركزي تزداد سوءًا مع زيادة استهلاك هذا المخدر.
- كما تزداد حالات تطور الأعراض الفصامية لمتعاطي الحشيش بشكل مزمن.
- حيث أثبت البعض من العلماء أن تعاطي الحشيش أكثر من 50 مرة يؤدي إلى زيادة خطر تطور أعراض الفصام لأكثر من 300٪ مقارنة بالذي لم يتعاطى الحشيش مسبقًا.
- أما الأشخاص الذين لم يسبق لهم تعاطي الحشيش تنخفض لديهم فرصة تطور أعراض الفصام لأكثر من 40٪ عند أولئك الذين استخدموا الحشيش أقل من 10 مرات.
- كما تشير نتائج أحد الأبحاث إلى تطور أضرار تعاطي الحشيش وتطور أعراض الفصام بين مجموعة من المراهقين من عمر الـ15 إلى الـ18 عامًا، والذين سبق لهم استخدام الحشيش في سن الـ15 عامًا.
- ولكن على الرغم من جميع الاثباتات السابقة لم يتمكن العلماء من الإجماع بشكل نهائي على زيادة خطر الإصابة باضطراب الفصام نتيجة استخدام الحشيش.
- ولكن هذا الأمر لا ينفي خطورة العلاقة بين تطور أعراض الفصام واستمرار تعاطي الحشيش.
الحشيش والاكتئاب
الحشيش من المخدرات التي تؤثر بشكل أساسي على الجهاز العصبي المركزي، لذا يكون لها دور في تدهور الصحة النفسية للمتعاطي، لذا:
- حذر الأطباء من خطورة تعاطي الحشيش بين المراهقين والشباب على الجانب النفسي.
- حيث أن استخدام نبات القنب الهندي بين أفراد هذه الفئة العمرية يحدث العديد من الأضرار النفسية وتحديدًا الاكتئاب واضطراب القلق النفسي والميول الانتحارية.
- أجمع بعض الباحثين على قوة العلاقة ما بين تعاطي القنب الهندي وتطور أعراض الاكتئاب والقلق لدى المراهقين.
- وتم التوصل إلى هذه النتائج من دراسة أجريت على 1600 طالب تتراوح أعمارهم بين 14 إلى 15 لمدة 7 سنوات.
- حيث وجد الباحثون أن حوالي 60٪ من المراهقين مستخدمي الحشيش من سن الـ20 عامًا، والذين يستخدمون الحشيش بشكل يومي لديهم فرص أعلى للإصابة بالاكتئاب نتيجة لتطور أعراضه الجانبية.
- لذا أصبح الباحثون على يقين من تطور أعراض الاكتئاب والقلق النفسي نتيجة تعاطي الحشيش بشكل يومي.
- بالإضافة إلى ذلك تعاطي الحشيش لمرة واحدة على الأقل بالأسبوع يزيد من خطر تطور أعراض الاكتئاب.
تعرف أيضًا على: تأثير الحشيش على الصحة
الخاتمة:
العلاقة بين الحشيش والاضطرابات الذهانية والفصام تعد نتيجة لتأثير المادة الفعالة للمخدر على العقل والجهاز العصبي المركزي، لذا أجمع الأطباء والباحثون على ضرورة التخلص من تعاطي الحشيش في أسرع وقت ممكن، بالإضافة إلى اتخاذ تدابير لتقليص أضرار الحشيش واستخدامه بين الشباب، وبالتالي الحد من انتشار الاضطرابات الذهانية بين هذه الفئة العمرية، استعن بخبراء مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي حيث توجد برامج علاج متخصصة للتشخيص المزدوج، وعلاقة الإدمان والاضطرابات النفسية في آن واحد.
اكتب ردا