استراتيجية علاج مدمن الحشيش في البيت تحتاج إلى توفير العديد من الشروط والمعايير، والضوابط دون التأكد من احتمالية نجاحها بسبب العقبات التي تواجه المدمن، لذا يفضل الأطباء العلاج في المراكز والمصحات المتخصصة لتوافر الأجهزة الطبية والمعدات في حالة حدوث مضاعفات، وإشراف طبي على مدار الـ24 ساعة فضلًا عن توافر بيئة آمنة مقارنة بالمنزل.

شروط علاج مدمن الحشيش في البيت

علاج مدمن الحشيش في البيت من الخطط العلاجية المعقدة للغاية، ونسبة نجاحها لا يكاد يتعدى الـ50%، كما أن الأمر يعتمد على عدة عوامل مثل عمر المريض وحالته الصحية وشدة الإدمان وغيرها، ولنجاح هذه الخطة لابد من توافر الشروط التالية:

  • التوقف بشكل نهائي عن تعاطي الحشيش.
  • توفير بيئة صحية آمنة وبعيدة تمامًا عن أي محفزات أو مؤثرات سلبية على الصحة النفسية والجسدية.
  • محاولة تجنب المدمن أي مواقف صعبة أو ضغوطات حياتية، أو إغراءات قد تؤدي إلى العودة إلى المخدرات مرة أخرى.
  • الاهتمام بتوفير نمط غذائي صحي خالي من الدهون والمواد الحافظة، وغني بالمعادن والفيتامينات والبروتينات والألياف.
  • كذلك تشجيع المدمن على ممارسة الرياضة والأنشطة الصحية الأخرى بشكل منتظم، لأنها تساعد في تحسين المزاج وزيادة الطاقة.
  • التأكد من توفير الدعم الكامل من أفراد الأسرة والأصدقاء.
  • العمل على ترسيخ أهمية العلاج وضرورة الالتزام به.
  • الحفاظ على التواصل الاجتماعي للمدمن من المشاركة في الأنشطة الجماعية الإيجابية مثل كرة السلة أو الرسم وغيرها من الهوايات التي يفضلها.
  • تقديم الدعم النفسي للمريض لأنه أمر في غاية الأهمية لتحفيز روح التفاؤل والإيجابية.
  • الحرص على حضور جلسات العلاج، والمتابعة الدورية لتقييم الحالة وتشخيصها بدقة مع ملاحظة نسبة الشفاء وتحديد جرعات دواء معينة.
  • التحلي بالصبر والمثابرة وتشجيع المدمن على استمرار العلاج وتذكيره بأهمية التعافي، والالتزام بالخطة العلاجية لتحقيق التعافي والشفاء.

العقبات التي تواجه علاج مدمن الحشيش في البيت

مدمني الحشيش لديهم معركة قوية مع الاعتماد الجسدي والنفسي على المخدر، والتي من الصعب أن يفوز بها المدمن أثناء العلاج في البيت حيث تواجه بعض العقبات والتحديات، منها:

1_ الإغراءات

مدمن الحشيش دائمًا ما تكون لديه رغبة شديدة في تعاطي الحشيش، وتواجده في نفس بيئة التعافي يعتبر من المغريات التي تثير بداخله هذه الرغبة، وبالتالي يعود إلى التعاطي مرة أخرى.

2_ العزلة

يجبر مدمني الحشيش على الابتعاد عن العالم الخارجي طوال فترة العلاج، وتواجده في المنزل يشعره بأنه شخص منبوذ ومعزول عن العالم مما يزيد من رغبته في التعاطي للهروب من هذا الشعور.

3_ صعوبة الأعراض الانسحابية

من أقوى التحديات التي يخوضها المدمن عند العلاج في البيت هي صعوبة أعراض الانسحاب، والتي تتمثل في أعراض جسدية ونفسية ترغب المدمن على العودة للتعاطي.

4_ الملل

المدمن على الحشيش خلال فترة العلاج بالمنزل يشعر بالملل، وعدم الاهتمام بممارسة الأنشطة والهوايات مما يدفعه إلى اللجوء إلى التعاطي والعودة للإدمان مرة أخرى.

5_ الإلتزام

أكبر عائق في طريق المدمن هي القدرة على الالتزام بالعلاج والروتين اليومي، حيث أن:

  • الشعور بضرورة الابتعاد عن بعض الأمور الحياتية يشعره بالضجر والفتور.
  • بالإضافة إلى نقص الدافع والرغبة الداخلية التي تعجزه عن الاستكمال في رحلة العلاج.
  • وغالبًا ما يعالج المريض هذا النقص باللجوء إلى تعاطي الحشيش مرة أخرى.

لذا علاج مدمن الحشيش في البيت أمر صعب للغاية بسبب التحديات والمخاطر التي يواجهها أثناء رحلة التعافي، ونتيجة هذه التجربة هي الانتكاسة والعودة إلى الإدمان مرة أخرى.

التوقف المفاجيء للحشيش

التوقف المفاجيء عن تعاطي الحشيش أو أي مخدر آخر يحتاج إلى التواجد في مركز متخصص، وذلك:

  • لأن الجسم يعطي ردود أفعال صعبة وعنيفة عند التوقف عن تعاطي المخدر نتيجة التعود الجسدي والذهني.
  • كما أن مرحلة سحب الحشيش من الجسم بعد التوقف مؤلمة جدًا تحتاج إلى رعاية من قبل متخصصين.
  • بالإضافة إلى تناول أدوية وعقاقير محددة بجرعات مناسبة تقلل من رغبة التعاطي.

أعراض انسحاب الحشيش

كما ذكرنا أن أعراض الانسحاب من عقبات وتحديات علاج مدمن الحشيش في البيت، ومن أبرز أعراض انسحاب الحشيش ما يلي:

  • سرعة ضربات القلب.
  • ارتعاش اليد.
  • حمى شديدة بالجسم.
  • زيادة إفراز العرق.
  • اضطراب المعدة.
  • آلام حادة بالعظام والعضلات.
  • سيلان الأنف.
  • احتمالية حدوث جلطات مفاجئة في القلب أو المخ.
  • صعوبة التنفس.
  • اضطرابات النوم.
  • العصبية الزائدة.
  • سرعة الانفعال.
  • الاكتئاب.
  • تقلبات المزاج.
  • الارتباك والقلق.
  • هلاوس سمعية وبصرية.

أدوية علاج الإدمان ليست الطريق النهائي للتعافي

مدة أعراض انسحاب للحشيش

لا يمكن الإجماع على مدة ثابتة لخروج الحشيش من الجسم وانتهاء أعراض الانسحاب، حيث تتوقف على مجموعة عوامل تختلف من مدمن لأخر، والتي تشمل ما يلي:

1_ العمر

الأشخاص المدمنين من الفئة العمرية الأصغر يتمتعون بصحة أفضل، لذا أعراض الانسحاب تستغرق مدة أقل مقارنة بكبار السن الذين يعانون من أمراض ومشاكل صحية تطيل من مدة أعراض انسحاب الحشيش.

2_ نسبة الدهون بالجسم

الجسم الذي يحتوي على نسب عالية من الدهون يختزن مستويات أعلى من السموم، وبالتالي تزداد فترة أعراض انسحاب الحشيش من الجسم.

3_ طول فترة التعاطي

كلما زادت فترة تعاطي الحشيش كلما طالت فترة أعراض انسحاب الحشيش من الجسم.

4_ الحالة الصحية

كلما تمتع مدمن الحشيش بصحة جيدة دون الإصابة بأي أمراض جسدية تكون عملية سحب السموم من الجسم أسرع.

حبوب تساعد على تبطيل الحشيش

توجد بعض الأدوية التي تساعد على سحب السموم من الجسم بدون ألم، لضمان عدم العودة والانتكاسة مرة أخرى، لكنها تستخدم تحت إشراف طبي ومن أشهرها الآتي:

1_ مضادات الاكتئاب

تعمل مضادات الاكتئاب على رفع مستوى هرمون السيروتونين والدوبامين في الدماغ، واللذان يعملان على تحسين الحالة المزاجية ورفع مستويات الطاقة والنشاط بالجسم، مثل:

  • دواء السيرترالين.
  • دواء تريبتيزول.
  • ودواء بروزاك.
  • دواء سيتالوبرام.

2_ البنزوديازيبينات

مجموعة من الأدوية المهدئة التي تساعد مدمن الحشيش على القلق والتوتر والارتباك التي يمر بها أثناء سحب السموم، ومن ضمنها بوسبار وفاليوم.

3_ مضادات الذهان

مضادات الذهان تستخدم مع مرضى إدمان الحشيش الذين يعانون من أعراض ذهانية مثل الضلالات والهلاوس، والتي تزيد من القدرة على التفكير بشكل أوضح وتعزيز الإدراك ومستويات التذكر.

علاج مدمن الحشيش في البيت هل ممكن؟

من الصعب علاج مدمن الحشيش في البيت بسبب مواجهة العديد من التحديات والعقبات، ولكن في بعض الحالات يمكن أن يحقق علاج المنزل تقدم طفيف تحت إشراف طبي، وذلك عندما تتوفر بعض المعايير، مثل:

  • انخفاض مقدار الجرعة المتناولة.
  • إخبار الطبيب بكافة تطورات الحالة.
  • تعاطي الحشيش لمدة قصيرة.
  • عدم الإصابة بأي اضطرابات نفسية خطيرة.
  • عدم معاناة المدمن من أي أمراض جسدية مزمنة.
  • الالتزام بحضور جلسات العلاج النفسي.
  • الالتزام بالجرعات الدواء الموصوفة وتناولها في نفس الوقت يوميًا.

ولكن العلاج داخل مستشفى أو مركز متخصص بعلاج إدمان يظل هو الخيار الافضل للتعافي، والذي يفضله الأطباء والمتخصصين بمجال طب الإدمان، نظرًا لكثرة المخاطر التي يتعرض لها في المنزل مثل:

  • زيادة فرص الانتكاسة لأن المنزل يعزز من ذكريات الإدمان.
  • عدم توافر الخبرة الكافية لدى أفراد الأسرة حول التعامل مع المدمن وتطورات حالته الصحية والنفسية خلال فترة الانسحاب.
  • سهولة وصول مدمن الحشيش إلى المخدر الحشيش لعدم توفير التأمين الكافي مقارنة بالمصحات والمراكز العلاجية.
  • كذلك انخفاض مستوى الرقابة على المريض.
  • أيضًا المنزل بيئة غير آمنة من الناحية الطبية لإمكانية علاج مدمن الحشيش، حيث لا تتوفر الأجهزة اللازمة في حالة التعرض إلى مضاعفات مفاجئة.

علاج إدمان الحشيش

أجمع الأطباء والمتخصصين على أفضلية علاج مدمن الحشيش داخل المصحات والمستشفيات المتخصصة، ومركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي يطبق أحدث بروتوكولات وخطط العلاج، والتي تتضمن المراحل التالية:

1_ فحص وتشخيص المريض

لا يمكن البدء بشكل فعلي بعلاج مدمن الحشيش إلا بعد إجراء الفحوصات والتحاليل الطبية اللازمة، والتي من شأنها العمل على رسم الخطة العلاجية الملائمة لمريض الإدمان.

2_ العلاج الدوائي

العلاج الفعلي للإدمان يبدأ بتوقف المدمن عن تعاطي الحشيش، وإزالة السموم من الجسم (الديتوكس) بدون ألم بفضل الأدوية والعقاقير التي تقلل من صعوبة أعراض الانسحاب من الجسم.

3_ العلاج النفسي

العلاج النفسي من أهم العلاجات التي يجب الخضوع لها بعد انتهاء مرحلة العلاج الدوائي، والتي تساعد المدمن على التعامل مع الأعراض النفسية الناتجة عن الإدمان مثل العزلة والاكتئاب.

4_ العلاج السلوكي

برامج تعديل السلوك مهمة جدًا في منع انتكاسة مدمن الحشيش وعودته لهذا الطريق مرة أخرى، بالإضافة إلى:

  • تطوير مهارات التواصل الإيجابي مع المحيط الخارجي.
  • كيفية التصرف عند مواجهة أي مشكلات مجتمعية.
  • التحكم في الذات ومقاومة مثيرات ومحفزات الإدمان لتعاطي الحشيش.

الخاتمة:

بذلك نكون أوضحنا فشل خطة علاج مدمن الحشيش في البيت بسبب العقبات والتحديات التي يواجها، والأطباء والمتخصصين يعطون الأولوية والأفضلية للعلاج في المصحة أو المركز تحت إشراف طبيب فلا تردد بالتواصل مع مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي.

مصدر