أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

مع تزايد معدلات الإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية يتساءل البعض عن أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، والذي أصبح شائع لدى الكثير من العائلات والمجتمعات العربية، كما أن بعض الأفلام سلطت الضوء على معاناة مرضى هذا الاضطراب العقلي الذي يدمر حياة الإنسان في ظل التقاعس عن طلب المساعدة، وتحديد أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب من النقاط الأساسية في بناء العلاج، فلا يطبق نفس البرنامج العلاجي مع جميع مرضى هذا الاضطراب، بل يتم اختيار برنامج علاجي يجمع بين الأدوية وبرامج العلاج النفسي وفقًا للوضع الصحي لكل مريض.

ما هو الاضطراب الوجداني ثنائي القطب؟

قبل أن نبدأ حديثنا بأسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب دعنا نوضح لك نبذة مختصرة عن هذا الاضطراب، هو اضطراب عقلي يكون سبب في حدوث بعض التغييرات بالعادات والسلوكيات الغير طبيعية لدى المريض، ويكون ذلك على جميع جوانب الحياة، كما يؤثر بشكل مباشر على المزاج ومستويات الطاقة والتركيز والانتباه، فضلًا عن الحد من القدرة المعرفية للقيام ببعض المهارات اليومية المعتادة

كما أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطب وفقًا للأطباء والمتخصصين ينقسم إلى ثلاثة أنواع رئيسة، وفقًا لحدة السلوك التي يعاني منها المصاب، وهي كالآتي:

  • نوبات الهوس (Manic episodes).
  • نوبات الهوس الخفيف (Hypomanic episodes).
  • نوبات الاكتئاب (Depressive episodes).

أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

أجراء العلماء والمتخصصين تجارب سريرية مختلفة لتحديد أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ولكن لم يتوصلوا إلى نتائج دقيقة حول السبب الذي يؤدي إلى الإصابة بمثل هذا الاضطراب، ولكن وضعت بعض الاحتمالات والعوامل التي قد تتسبب في اضطراب ثنائي القطب، أو تحفز من تفاقم أعراضه الجانبية، والتي تشمل الآتي:

أولًا: العوامل الوراثية

أحد أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هي العوامل الوراثية، حيث يرجح بعض العلماء هذا الاحتمال بناء على دراسة أوضحت أن الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى سواء الأب أو الابن، أو الأم مصابة بثنائي القطب يكونون عرضة للإصابة بهذا الاضطراب بما يعادل 10 أضعاف تقريباً.

كما أن الجمعية الأمريكية للطب النفسي أوضحت أن 80 إلى 90% من الأشخاص المصابين باضطراب ثنائي القطب يكون لديهم أقارب يعانون من ثنائي القطب أو الاكتئاب، وتشمل العوامل الوراثية التي تزيد من احتمالية الإصابة باضطراب ثنائي القطب التالي:

  • إصابة أحد أفراد العائلة بالاكتئاب.
  • مجموعة من أفراد الأسرة يعانون من اضطراب ثنائي القطب أو أحد الاضطرابات نفسية أخرى.
  • تاريخ عائلي مع اضطراب بالفصام حيث يوجد تداخل جيني بين الإصابة بالفصام وثنائي القطب.

جميع ما سبق من الأدلة الواضحة على أن العوامل الوراثية أحد أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ولكن يرجح الأطباء والمتخصصين أن الإصابة بهذا الاضطراب بسبب الجينات تكون ضئيلة جدًا، تجدر الإشارة إلى أن العديد من الأشخاص لديهم الجينات تزيد من خطر الإصابة ولكنهم لا يعانون من اضطراب ثنائي القطب.

ثانيًا: العوامل البيئية

ضمن أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هي مجموعة من العوامل البيئية التي توصل لها العلماء نتيجة الدراسات والأبحاث، وهي الأسباب التي القطب تحفز نوبات الهوس والاكتئاب، وتكون على النحو التالي:

1_ محفزات نوبات الهوس

محفزات الهوس في الحياة العامة تعتبر من أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، حيث توجد مجموعة من المثيرات التي تحفز نوبات الهوس أو الهوس الخفيف بشكل خاص، وتتمثل في:

  1. سوء استخدام بعض الأدوية أو تعاطي المخدرات.
  2. الوقوع في الحب.
  3. حضور الحفلات الساهرة.
  4. الاستماع إلى موسيقى صاخبة.

والجدير بالذكر أن النساء خلال فترة ما بعد الولادة قد يعانون من ثنائي القطب، لأن هذه المرحلة تعتبر من ضمن محفزات نوبات الهوس، كذلك قد تؤدي بعض أنواع مضادات الاكتئاب إلى تحفيز نوبة الهوس.

2_ محفزات نوبات الاكتئاب

محفزات الاكتئاب من أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، حيث أن مريض هذا الاضطراب يتعرض إلى نوبات الاكتئاب بسبب التعرض للإجهاد والضغوط النفسية مهما كانت بسيطة، بالإضافة إلى المحفزات التالية:

  1. ضغوطات الحياة اليومية.
  2. اضطرابات النوم والأرق المزمن.
  3. مواقف الحياة الصادمة مثل وفاة أحد الأقارب أو التعرض للاعتداء الجنسي او الجسدي.
  4. الإصابة بمرض أو التعرض لإصابة جسدية.
  5. فترات الحيض عند النساء.

ثالثًا: العوامل البيولوجية

العوامل البيولوجية قد تكون أحد أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، حيث أن التغيرات البيولوجية تؤثر على المخ لتكون سبب في ثنائي القطب، ومن ضمن هذه التغييرات التالي:

1_ تلف خلايا المخ

تلف مجموعة من خلايا المخ من أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب وخاصة تلف خلايا الحُصين في المخ، حيث أن هذه المنطقة مسؤولة عن الذاكرة مما يؤثر بشكل مباشر على الوضع المزاجي، وبالتالي تحفز من الإصابة بنوبات الاكتئاب أو الهوس.

2_ مشاكل الميتوكوندريا

مشاكل الميتوكوندريا لها دوراً في الاضطرابات العقلية لذا من المحتمل أن تكون أحد أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، لأن الميتوكوندريا مركز الطاقة في الخلية لذا حدوث اضطراب في عمل الميتوكوندريا يكون له دورًا في تغيير أنماط إنتاج الطاقة واستخدامها، والتي ينتج عنها بعض السلوكيات المضطربة التي يظهرها مريض ثنائي القطب.

كما أن دراسة نشرت في مجلة الطب النفسي الجزيئي عام 2015 توضح وجود نشاط زائد في أجزاء معينة من المخ، والتي تعمل على تنسيق الحركة الإرادية، وذلك عند إجراء تصوير بالرنين المغناطيسي على المخ لدى مرضى ثنائي القطب، وبالتالي يوضح وجود اضطراب في وظيفة الخلايا.

3_ اضطرابات النواقل العصبية

ضمن أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب هي اضطرابات النواقل العصبية، وهي المواد الكيميائية التي تساعد خلايا المخ على التواصل وتنظيم الوضع المزاجي، لذلك خلل هذه المواد الكيميائية يكون من أسباب مرض ثنائي القطب، مثل السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين.

كما أن حدوث خلل في مستويات ناقل عصبي واحد أو أكثر يؤدي إلى ظهور أحد أعراض اضطراب ثنائي القطب، والتي تتمثل في نوبات الهوس كارتفاع شديد في مستوى النورأدرينالين، أو حدوث نوبات الاكتئاب بسبب انخفاض مستوى النورأدرينالين.

موضوعات ذات صلة: أعراض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب

عوامل خطر الإصابة باضطراب ثنائي القطب

كما توصل العلماء لمجموعة من أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب، أيضًا هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من خطر الإصابة بهذا الاضطراب وظهور الأعراض الجانبية لنوبات الهوس والاكتئاب، ومنها:

1_ العمر

أعراض الاضطراب ثنائي القطب تتطور ما بين سن 15 إلى 25 عاماً، لذا نصف الحالات يتم تشخيصها على الأقل قبل سن 25 عاماً، وغالبًا لا تظهر الأعراض على الأشخاص حتى بلوغ سن الثلاثين أو الأربعين، ونادرًا ما تظهر لدى الأطفال في عمر الـ 6 سنوات أو أقل.

2_ الجنس

اضطراب ثنائي القطب من النوع الثاني أكثر شيوعاً بين النساء عن الرجال، بينما تتساوى نسبة الإصابة باضطراب ثنائي القطب من النوع الأول في الجنسين.

3_ اضطراب الهرمونات

هرمونات الغدة الدرقية لها تأثير على وظائف المخ، لذا اضطراب الغدة الدرقية يرتبط بالاكتئاب واضطراب ثنائي القطب، فغالباً ما يعاني المصابون بالاضطراب ثنائي القطب بخمول في الغدة الدرقية.

الخاتمة:

اليوم أوضحنا كافة التفاصيل عن أسباب الاضطراب الوجداني ثنائي القطب المحتملة وأعراض الخطر التي تحدث تطور بالأعراض الجانبية، وفي مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي يمكن التواصل مع أفضل الأطباء والمتخصصين لعلاج الاضطراب الوجداني وفقًا للأسباب وطبيعة الأعراض الجانبية، وبهذا الشكل يضمن المريض الوصول إلى استجابة مرضية خلال فترة قصيرة من بدء الالتزام بالعلاج النفسي والدوائي.

مصدر1 

مصدر2 

مصدر3