برامج علاج الوسواس القهري
الوسواس القهري ( Obsessive Compulsive Disorder) يعد واحد من أخطر الاضطرابات النفسية المزمنة، ويتمحور الاضطراب حول الأفكار القهرية والغير منطقية التي تجبر المريض على التصرف بشكل غريب، ومؤذي إلى حد كبير للحد من الأفكار القهرية، والجدير بالذكر أن مريض ثنائي القطب يدرك جيدًا أن أفكاره القهرية غير منطقية، ولكنه يجبر على السلوك القهري للحد من الشعور بالقلق والتوتر، وهذا ما يتطلب الحصول على مساعدة طبية عاجلة للتحكم بهذه السلوكيات والسيطرة عليها.
عند الحديث عن برامج علاج الوسواس القهري تكون أمام مجموعة مختلفة من الخيارات العلاجية التي تجمع ما بين الأدوية والعلاج النفسي، وتكون على النحو التالي:
1_ العلاج بالأدوية
علاج الوسواس القهري بالأدوية يكون باستخدام أدوية مضادات الاكتئاب مثل الفلوكستين والسيرترالين والفلوفوكسامين وغيرهم، وتعد مجموعات الأدوية المثبطة لاسترداد السيروتونين من أفضل الأدوية المستخدمة.
حيث تعمل هذه الفئة من الأدوية على زيادة مستويات السيروتونين في الجسم، بالإضافة إلى تحسين أعراض الوسواس القهري خلال مدة تصل إلى حوالي 12 أسبوعًا، وتذكر جيدًا أن الأدوية لا تستخدم إلا بإشراف طبي متخصص، لأنها تؤدي أحيانًا إلى أعراض جانبية غير مرغوب فيها، مثل الصداع والغثيان والقيء وجفاف الفم والأرق أو النعاس والتهيج العصبي وغيرها.
ومن أشهر مضادات الاكتئاب المستخدمة مع مرضى الوسواس القهري وفقًا لتصريح معتمد من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية التالي:
- فلوكسيتين: للأطفال من فوق الـ 7 أعوام والبالغين.
- باروكسيتين: للبالغين فقط.
- فلوفوكسامين: للأطفال فوق الـ 8 أعوام والبالغين.
- كلوميبرامين: للأطفال من عمر 10 سنوات والبالغين.
- سيرترالين: للأطفال من عمر الـ 6 سنوات والبالغين.
2_ العلاج السلوكي المعرفي
العلاج النفسي إلى جانب العلاج بالأدوية من الخطط العلاجية الفعالة لمرضى الوسواس القهري، والعلاج المعرفي السلوكي هو الأكثر استخدامًا لقدرة على إحداث تغييرات إيجابية خلال مدة قصيرة، حيث يعمل على تغيير إدراك المريض وأفكاره السلبية ومعالجة سلوكياته القهرية، والتعرف على المثيرات والمحفزات للأفكار القهرية التي تنعكس على سلوكياته لمحاولة استبدالها بالأفكار الإيجابية.
بالإضافة إلى ذلك العلاج السلوكي المعرفي يساعد على تعديل الحالة المزاجية مما ينعكس على سلوكيات وأفعال المريض، ومن بعد الخضوع إلى 5 إلى 20 جلسة يستطيع المريض ملاحظة بعض التغييرات في أفكاره وسلوكياته.
ومن الخطط والاستراتيجيات المستخدمة مع مرضي الوسواس القهري أثناء جلسات العلاج المعرفي السلوكي ما يلي:
1_ التعرض التخيلي
هو تصور ذهني للمريض عن الأضرار الناتجة عن الخضوع لأفكاره القهرية، لمساعدته على تنمية المهارات العقلية لمواجهتها والتصدي لها، وليعلم في عقله أنه قادر على التغلب على تلك الأفكار، هذا ما يساعد على اختفاء الأفكار القهرية المرتبطة بالسلوكيات القهرية بشكل تدريجي.
2_ التعرض الواقعي
يلجأ الطبيب إلى وضع المريض في بيئة تحتوي على المثيرات والمحفزات لمشاعر القلق والتوتر، هذا ما يساعد على استفزازه للتفكير بشكل قهري يؤثر على سلوكياته، ومن هنا يبدأ العمل على تعزيز مهارات المواجهة للحد من السلوك القهري وتعلم كيفية التعامل مع مشاعر القلق، والتوتر والضيق والألم وغيرها.
خطوات العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري
جلسات العلاج السلوكي المعرفي للوسواس القهري تتم من خلال مراحل وخطوات محددة للسيطرة على السلوكيات وردود الأفعال، وتكون على النحو التالي:
أولا: جلسة التثقيف النفسي
تعقد هذه الجلسة ليتعرف المعالج النفسي على الأسباب وراء اضطراب الوسواس القهري، والأعراض الجانبية التي يعاني منها المريض وما هو نوع الوسواس القهري وطبيعة المرض، ليبدأ المعالج النفسي في ترتيب أفكاره حول خطة العلاج المناسبة للمريض بما يساعد على تنمية إدراكه الجسدي والعقلي والذهني.
ثانياً: جلسة التقييم الشخصي
تقييم شخصية المريض وطرق تعامله مع المشكلة التي يواجهها وهل يتناول أي أدوية، بالإضافة إلى تقييم الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية الخاصة بالمريض، ومن هنا يمكن التوصل إلى الطريقة العلاجية التي تناسب المريض.
ثالثاً: تقييم العواطف
يقوم المعالج النفسي بإجراء تقييم نفسي وسلوكي وعاطفي لمريض الوسواس القهري، والأفكار والمشاعر التي تثير من سلوكياته القهرية لتقييم مدى صعوبة أو سهولة التصدي لأعراض الوسواس القهري.
وبشكل عام يعتبر الأطباء والمعالجين النفسيين أن العلاج المعرفي السلوكي أفضل علاج لمرضى الوسواس القهري، حيث يعمل على:
- تصحيح الأفكار السلبية والقهرية والهواجس النفسية المضطربة.
- التقليل من مخاطر الانتكاسة لمريض الوسواس القهري.
- التعرف على المحفزات لأفكار المريض القهرية لمعرفة كيفية مواجهتها.
- مواجهة قوية للمواقف التي تثير من مشاعر القلق والتوتر.
- التأقلم مع المرض لمنع أعراضه الجانبية من السيطرة على حياة المريض.
التعرض ومنع الاستجابة لمرضى الوسواس القهري
أحد أنواع العلاج السلوكي المعرفي وأكثر فعالية من العلاجات الأخرى بالنسبة للعديد من حالات المرضى، حيث يتم عرض المريض على مسببات الوسواس القهري بشكل تدريجي تحت إشراف طبي، وهذا ما يساعد على الحد من تطور السلوكيات القهرية مع مرور الوقت، هذا ما يساعد على إيجاد طرق بديلة فعالة للتعامل مع الأفكار والسلوكيات القهرية.
يتم العلاج بالتعرض ومنع الاستجابة على عدة جلسات أسبوعية تحت إشراف طبيب متخصص، وتتكرر الجلسات عدة مرات خلال الأسبوع الواحد، وتذكر أن العلاج بالتعرض يطبق إلى جانب العلاج الدوائي ليكون أكثر فعالية.
علاج الحالات الشديدة من الوسواس القهري
هناك العديد من حالات الوسواس القهري التي لا تستجيب للعلاجات التقليدية والشائعة التي تحدثنا عنها، لذا يلجأ الطبيب إلى طرق أخرى مثل:
- التحفيز العميق للدماغ.
- جراحة الدماغ.
- التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة.
كما يستخدم أحيانًا العلاج بالصدمة الكهربائية حيث يتم زرع أقطاب كهربائية على فروة الرأس لمرور تيار كهربائي لتحفيز الخلايا العصبية، وتكون المريض تحت تأثير المخدر ومرخيلات العضلات مما يساعد على تحسين استجابة المريض.
ونحن في مركز اختيار لعلاج الإدمان والطب النفسي نكون أكثر دقة في اختيار بروتوكول العلاج المناسب لكل مريض، ونؤكد على أهمية الدعم المعنوي للمريض خلال العلاج تحديدًا من أفراد عائلته والأصدقاء المقربين، لذا برامج علاج الوسواس القهري لدينا تتضمن الإرشاد الأسري وجلسات مجموعات الدعم، ونوصي بضرورة الالتزام ببرنامج العلاج تحت إشراف طبيب متخصص في علاج الوسواس القهري لمساعدتك على التحكم في أعراضه الجانبية منعها من التفاقم.
اكتب ردا