سؤال علاج ثنائي القطب بالكهرباء هل العلاج الأمثل الآن أصبح يتردد على ألسنة العديد من المرضى بهذا الاضطراب، والذي زادت معدلات الإصابة به خلال السنوات الماضية من الرجال والنساء، وهو ضمن قائمة أخطر الاضطرابات النفسية المزمنة على حياة المرضى من حولهم، وهناك العديد من طرق علاج الاضطراب الوجداني كالأدوية والعلاجات النفسية المختلفة، ولكن يلجأ الطبيب أحيانًا إلى العلاج بالصدمات الكهربائية لكونها الخيار الأخير عند فشل طرق العلاج الأخرى، ولكن هل هذه الصدمات فعالة لعلاج مريض ثنائي القطب؟
ما هو مرض ثنائي القطب؟
مرض ثنائي القطب أحد الاضطرابات النفسية والعقلية الخطيرة التي يصاب بها الرجال والنساء، والشائع الآن باسم بايبولار أو الهوس الاكتئابي (بالإنجليزية: Manic Depression)، وبشكل عام هو اضطراب عقلي خطير ينطوي على حدوث تذبذبات شديدة في الحالة المزاجية، أو تدرجها ما بين الفرح إلى مزاج الحزن والاكتئاب والانطواء على النفس، أو الضحك والمزاج طوال الوقت والنشاط العالي إلى البكاء والاكتئاب دون وجود أسباب لحدوث ذلك، لذا يعرف باضطراب ثنائي القطب الوجداني.
علاج اضطراب ثنائي القطب بالأدوية
قبل الحديث عن علاج ثنائي القطب بالكهرباء دعنا نوضح لك الطرق العلاجية الأساسية لهذا الاضطراب، والتي يلجأ لها الأطباء في بداية الأمر وهي الأدوية والعلاجات النفسية، وبالطبع تستخدم العديد من الأدوية في ظل تلقي العلاج النفسي.
أولًا: العلاج بالأدوية
هناك العديد من الأدوية التي تستخدم في علاج مريض الاضطراب الوجداني ثنائي القطب كالتالي:
1_ مثبتات المزاج
مثبتات الحالة المزاجية تعتبر الخيار الدوائي الأول لمرضى ثنائي القطب لأنهم بشكل عام يعانون من التقلبات المزاجية طوال الوقت، وهي تعمل على الوقاية من نوبات الهوس والاكتئاب، وتحسين الوضع المزاجي للمريض لتقليل حدة الأعراض الجانبية، مثل الليثيوم المعروف بقدرته على الحد من نوبات الهوس، والدواء الرئيسي لعلاج مرض ثنائي القطب إلى جانب الأدوية الأخرى.
ثانيًا: مضادات الاكتئاب
علاج ثنائي القطب يتطلب من الطبيب المعالج وصف مضادات الاكتئاب التي تستخدم لفترة زمنية قصيرة، ودورها الحد من نوبات الهوس والاكتئاب إلى حد كبير، ومن أشهر الأدوية مضادات الاكتئاب المستخدمة في علاج ثنائي القطب ما يلي:
- السيتالوبرام (بالإنجليزية: Citalopram).
- الفلوفوكسامين (بالإنجليزية: Fluvoxamine).
- الفلوكستين (بالإنجليزية: Fluoxetine).
ثالثًا: مضادات الاختلاج
مضادات الاختلاج تستخدم في الحد من نوبات الهوس والاكتئاب على المدى البعيد، كما أنها تساهم في استقرار الحالة المزاجية إلى مدة طويلة جدًا، ومن ضمن أنواعها المستخدمة مع مرضى ثنائي القطب ما يلي:
- اللاموتريجين (بالإنجليزية:Lamotrigine).
- حمض الفالبروات (بالإنجليزية: Valproic acid).
- الكاربامازبين (بالإنجليزية: Carbamazepine).
رابعًا: مضادات الذهان
تستخدم مضادات الذهان لعلاج مرضى ثنائي القطب الحاد الذين يعانون من شدة الأعراض واضطراب السلوك، ومن أمثلتها الآتي:
- الأولانزابين (بالإنجليزية: Olanzapine).
- الأريبيبرازول (بالإنجليزية: Aripiprazole).
- الكويتيابين (بالإنجليزية: Quetiapine).
ثانيًا: علاج اضطراب ثنائي القطب بالعلاج النفسي
غالبًا استخدام علاج ثنائي القطب بالكهرباء خيار علاجي يأتي بعد فشل العلاجات النفسية مع المريض، لأن الأطباء والمتخصصين النفسيين يطبقون مجموعة من العلاجات النفسية مع مرضى ثنائي القطب إلى جانب الأدوية، حيث يفيد العلاج النفسي في تحديد محفزات نوبات الاكتئاب أو الهوس، كذلك الحد من السلوكيات السلبية التي تؤثر على جودة الحياة.
عادة ما يتضمن العلاج النفسي 16 جلسة ومدة الجلسة الواحدة 60 دقيقة، ذلك لمدة تتراوح ما بين 6 إلى 9 أشهر، ومن خيارات علاج اضطراب ثنائي القطب بدون أدوية:
1_ العلاج السلوكي المعرفي
العلاج السلوكي المعرفي Cognitive Behavioral Therapy or CBT) )، هو نوع العلاج النفسي بالكلام حيث تتم المحاورة ما بين المريض والمعالج النفسي، والهدف تحديد الأفكار السلبية ومحاولة تغييرها وإعادة توجيه المريض إلى المسار الصحيح، بالإضافة إلى تعلم التالي:
- تحديد المحفزات الرئيسية للنوبات وكيفية الوقاية منها والتعامل معها بشكل صحيح.
- تحفيز العوامل التي تساعد في الحفاظ على استقرار الحالة المزاجية أطول فترة ممكنة.
- تحديد الأعراض المبكرة للنوبات لاتخاذ التدابير اللازمة للتعامل معها.
ثانيًا: العلاج بالنظم الشخصي والاجتماعي
هذا العلاج يساعد على تنظيم العادات اليومية للمريض كالنوم وتناول الطعام وممارسة التمارين الرياضية، ويساعدك على تحقيق التوازن ما بين هذه العادات والأنشطة اليومية، والعمل على تقليل حدوث نوبات المرض والتخفيف من أعراضها.
ثالثًا: التثقيف النفسي
التثقيف النفسي من المناهج العلاجية الفعالة لمرضى ثنائي القطب، حيث يساهم في التعرف على العلامات المبكرة للاضطراب النفسي، ومعرفة الأعراض الجانبية للنوبات وكيفية التحكم فيه بشكل أكثر فعالية.
خامسًا: العلاج النفسي الجماعي
يتضمن هذا العلاج جلسات الحوار الجماعي لمشاركة المريض مشاعره وأفكاره مع آخرين يعانون من نفس الاضطراب، وتعمل هذه الطريقة على تطوير استراتيجيات التحكم في النوبات ومواجهة تحديات الحياة والتأقلم مع المرض.
سادسًا: العلاج الأسري
علاج مريض ثنائي القطب لا يقتصر على المريض فقط بل يتضمن العلاج الأسري، والهدف تثقيف أفراد العائلة على المرض وأعراضه، وكيفية التعامل مع العلامات التحذيرية لنوبات الاكتئاب والهوس، وما هي أفضل استراتيجيات تحسين الحالة النفسية للمريض.
علاج ثنائي القطب بالكهرباء هل العلاج الأمثل الآن؟
علاج ثنائي القطب بالكهرباء هل العلاج الأمثل الآن؟ نعم فالصدمات الكهربائية من أفضل البرامج العلاجية للاضطرابات العلاجية، وتحديدًا المزمنة منها كثنائي القطب الوجداني، ويعتبر علاج ثنائي القطب بالكهرباء الحل البديل عندما تفشل جميع خطط العلاج الأخرى كالأدوية والعلاجات النفسية.
يشتمل المسار المعتاد من علاج ثنائي القطب بالكهرباء عدة خطوات يتم إجراؤها تحت إشراف طبيب متخصص، ولابد من التنويه إلى أن مفاهيم المرضى عن العلاج بالكهرباء خاطئة، فلا يتم ربط المريض في السرير وصعقه بالكهرباء إلى أن يرتجف جسده كما يحدث في الأفلام، وهذا ما سنتعرف عليه في خطوات علاج ثنائي القطب بالكهرباء.
موضوعات ذات صلة: هل يمكن التعايش مع مريض القطب
خطوات علاج ثنائي القطب بالكهرباء بالتفصيل
العلاج بالصدمات الكهربائية لمرضى ثنائي القطب يتم تحت إشراف متخصصين، ويخضع المريض للجلسات مرتين أو ثلاث مرات خلال الأسبوع، وخطوات جلسة علاج ثنائي القطب بالكهرباء تسير على النحو التالي:
- يتم إعطاء المريض مخدر يساعده على ارتخاء العضلات.
- ثم يتم وضع أقطاب كهربائية على جانب واحد (أحادي الجانب) أو كلاهما (ثنائي) لفروة الرأس.
- بعد ذلك يبدأ تمرير تيار كهربائي صغير بين هذه الأقطاب لتحدث نوبة قصيرة، وبالطبع المريض لا يشعر بأي شيء لأنه تحت التخدير.
- يستيقظ الشخص ما بين 5 إلى 10 دقائق أو خلال 30 دقيقة كحد أقصى عد العلاج.
- كما أن المريض لا يتذكر الناس بوضوح الوقت أثناء العلاج بالصدمات الكهربائية.
والجدير بالذكر تختلف آلية علاج ثنائي القطب بالكهرباء من حيث تطبيق، حيث توجد ثلاث طرق، وتختلف كالتالي:
- وضع قطب على فروة الرأس.
- تردد التيار الكهربائي المستخدم.
- شكل الموجة الكهربائية المرسلة للدماغ.
والاختلافات السابقة تنعكس على مدى تخفيف حدة الأعراض الجانبية لثنائي القطب، وعلاج ثنائي القطب بالكهرباء يعمل على تغيير أنماط تدفق الدم في الدماغ، وكذلك يغير طريقة استخدام الطاقة في أجزاء من الدماغ، والتي يعتقد أنها سبب في حدوث اضطراب ثنائي القطب ونوبات الاكتئاب، بالإضافة إلى إحداث تغيرات في كيمياء الدماغ.
مدة علاج ثنائي القطب بالكهرباء
جلسات علاج ثنائي القطب بالكهرباء غالبًا ما تعطى للمريض مرتين أو ثلاث مرات خلال الأسبوع، ويتوقف ذلك على حدة الأعراض الجانبية التي يعاني منها المريض ومدى استجابة المريض، وفي المتوسط تتراوح مدة العلاج بالصدمات الكهربائية ما بين 3 إلى 6 أسابيع، وبشكل عام تبدأ الأعراض في التحسن بعد جلستين فقط من الصدمات الكهربائية، ولابد من إيقاف الجلسات بمجرد إظهار المريض تحسن كافي حتى لا يصاب بنتيجة عكسية بظهور بعض الأضرار الجانبية، ويختلف هذا الأمر من مريض إلى آخر.
أضرار العلاج بالصدمة الكهربائية
على الرغم من علاج ثنائي القطب بالكهرباء فعال جدًا إلا أنه من المحتمل أن تتسبب الجلسات الكهربائية في حدوث بعض الأضرار، ومن ضمنها:
- اضطراب نبضات القلب.
- صداع الرأس الحاد.
- ألم في العضلات.
- انخفاض ضغط الدم.
- الغثيان.
- الارتباك.
ولكن هذه الأعراض تزول خلال بضع ساعات ومن الممكن تجنبها في ظل الإشراف الطبي المتخصص، وينصح بعدم قيادة السيارة أو الدراجة خلال الـ 24 ساعة بعد الخضوع إلى جلسة العلاج بالكهرباء.
الخاتمة:
علاج ثنائي القطب بالكهرباء من القرارات الحكيمة التي يلجأ لها الأطباء عند فشل العلاجات النفسية والأدوية، كما أنها تعتبر خيار أمثل بالنسبة للحالات المستعصية من الاضطراب العقلي، وتطبيقها يحتاج إلى خبرة وكفاءة عالية تتوفر في متخصصي مركز CHOOSE لعلاج الإدمان والطب النفسي، ولا داعي للقلق فنحن نتحدث عن واحد من أفضل المراكز العلاجية بالوطن العربي، وخبرة طويلة بهذا المجال فإذا كنت بحاجة إلى المساعدة لا تتردد الآن.
اكتب ردا